jeudi 29 novembre 2012

عذرا يا وطن


عذرا  يا وطن


ماذا غنمنا من 20 سنة من الانحراف عن المسار الديمقراطي؟
لا نحن تمسكنا بما خططه جيل الاستقلال ، و لا نحن طبقنا الشرائع بل... حكمنا فينا قانون الغاب الذي تمارسه الوطاويط في جحورها بعد ما أجهزت على الحريات و انبطحت أمام إملاءات الخارج الطامع الذي استلم كل شيء و لازال يحاول شراء الذمم و تقنص ما تبقى من الحريات الروحية. كنا نعتقد أن المادة تكفيه و لكننا أخطئنا في الحساب لأنهم  يريدون استعمارا هادئا برضى النفوس ويجلب  الطمأنينة. هكذا تسير الأمور بالمنطق الذي يمليه حكم العقلية " المغتربة" انا لست من أصل محلي لذلك أستحق أن أحكمك" .

" انني ضحيت بالأكل و الملبس حتى يتعلم ابني و يصبح أفضل منى"


في غاب التربية و التعليم الذي تحول للبزنس – فهم الشباب قبلنا كيف  تسير الأمور فصاروا يدرسون بطريقة " متعولمة " جدا. منذ سنة خلت تحدثت مع شخص يحمل رسالة دكتورا دولةعاد لتوه من الغرب و أراد فتح مدرسة خاصة لتحسين المستوى . استمعنا اليه- مع مجموعة من الأساتذة لمدة نصف ساعة متعطشين لنهل العلم-  و لكنه تحدث كثيرا عن التصحيح الذي سيجريه على المدرسة و قال انه سيغير النظام و التوقيت و سيرفع الأسعار . ..لمواكبة حوائح المدرسة و جعلها أكثر عصرنة و تجهيزا . الذنب ليس ذنبه بل العولمة الغابية . فكرت في الأولاد لأنني أعرف كم تعاني الأمهات لتغطية التكاليف ( قالت و احدة منهن انني ضحيت بالأكل و الملبس حتى يتعلم ابني و يصبح أفضل منى). ما تركوا شيئا للناس الا و أثقلوه و جعلوه  صعبا المنال.  و لأنالشعبية لا تصلح اليوم في العولمة فربما  قد تبدو المسألة مبالغ فيها. تبا لهؤلاء المغتربين الحاملين للشهادات عندما يعودون بقلوب جافة و أفكار غريبة في البزنسة. أن ابن هذه السيدة ينتمي الى طبقة اجتماعية فقيرة لا يقدر على الرشوة الكبيرة التي تضمن له التلاعب بالنقاط و بشهادة الكثير منهن- هذه تجارة جديدة انتشرت حسب شهادتهن- و بالدليل في أوساط كثيرة الا من رحم ربك. الكثيرين من التلاميذ مروا مرور غير كريم ينقاط مزورة .

لماذا لا يزورون النقاط في بلد كل شيء فيهيزور بالمال- بدءا بالانتخابات؟

(عن الغش) من نقل انتقل  و الوشاية تكسب  النقاط


الشبانفهموا الدرس في البزنس. ماذا تعلموا داخل صفوف المدرسة و ماذا تعلموا خارجها ؟ لأننا ننسى أن أنكر الأشياء التي يتعلمها الشباب  و أثقلها  وزنا يتم تعلمها خارج القسم و ليس فى الداخل. الغش و التدليس . هذا المبدأ الذي كرسته الانتخابات منذ عقود.كم من مرة أجرينا انتخابات نزيهة في حياتنا؟ لقد اشتهرنا بالتدليس و الغش. الشباب تراهم هم من فضح الموقف في نكتة " يقال أن حكومة افريقية ...طلبت من الفريق الجزائري... تنظيم انتخاباتها". ألم تنهار قيمنا عندما اصبحت المنهجية ترتكز الى مبدأ "التعليم يستند على قدرات التلميذ و معرفته" مما ألغى دور الأستاذ الذي أصبح يواكب التغيرات و لا يديرها. و لا يفهم حتى البرامج المرتجلة التي قدمها فريق التربية لمواكبة العولمة و الانبطاح لعقود طويلة دون يرفاقها ببرنامج تطبيقي و تدريبي لمساندة الاستاذ. أيعقل أن يدرّس الاستاذ مادة  برنامج لا يتمكن منه أصلا ؟ و الله لقد شهدت تخبط مدرسين في مادة الرياضيات بشكل مخزي حتى أنهم يلجؤون الى طرق الانترنت و لا يتقنونها –فأصبح الأمر كارثيا. هكذا تذهب الثقة العلمية و يلجأ الجميع الى الطرق الملتوية الطازجة.

المال و التشيبة ( الرشوة) سبل مختصرة للوصول الى الشهادة

اذا كان بيتك من زجاج فلا تلقي الحجر علي الآخرين

تعلمنا من الأطفال و الشباب ما يلي:
-  ابناء الأساتذة أقرب للشهادات...من حيث  الباب الإداري.
- من باع بلده- البياع أو البايوع في العامية-  يرقى في الأسباب  و من يخلص لوطنه يعش بليدا تعيسا.
- الثورة حقا يخطط لها الأبطال و يرث مكتسباتها الجبناء.
- للأساتذة حق في الضغط على الوزارة لتحسين مستواهم المعيشي و للتلاميذ و الطلبة الحق في الضغط على الجميع لاختصار البرامج و الصعود للجامعة بأقل جهد و علم زهيد. و لا " تطلبوا العلم و لو في الصين " لأن الصين في كل مكان.

خلاصة وأسئلة

 

انهار المستوى العام في المجتمع  بسبب انتشار هذا الشكل من المقايضة . و انتشر العنف في الشوارع بسبب التسرب و الفشل المدرسيين و آخر القرارات بتنظيم السوق الموازية  والذي سيخدم لا محالة التجار الكبار و  مصالح الضرائب و لن تخدم العاطلين الذين يسعون في التجارة لعيش كريم .و برامج التكوين الموازية  للتعليمنجحت و لكنها لم تكفل جانب التشغيل و لم تخلق متابعة ا و استمرارية. فعالم الشغل عالم رهيب  يعج بالمحسوبية و الغش في  مجال التوظيف ( و هذا مسألة أخرى...) وهو مصدرلكل الآفات: قلة العلم و الدين و انعدام الصبر على الفقرو انتشار المحسوبية و الرشوة و شراسة الطبقة الجديدة التي أفرزتها الحرب على المتدينين لمدة عقدينعندما عوملوا كإرهابيين و أصبحوا غرباء في أوطانهم .فبعد سنوات الدم و الدمار هناك من يتحكم فينا في الدواليب الخافية.ان انتشار الرذيلة و المحسوبية و الرشوة و الغش على كل الأصعدة أمر لا يخفى على عاقل. و المشكلة لم تحل لأن من تسبب فيها- النظام- لا يمكنه أن يجد لها حلولا، و ربما يرى انه من الأفضل ابقاء الأمور  على حالها  او ربما قد اجتهد في تدارك الأمور و لم يصب.
عشرون سنة من الانكار و الدمار حتى اصبحنا عرضة للإهانة لدى المستعمرين القدامى و لتطاولهم على تاريخنا و طرق معيشتنا لأنهم يعتبرون أن عيوبنا أكثر من عيوبهم . في حين أنهم أكثر ظلالة دينا و سلوكا من حيث الاستدمار و الاعتداء على الشعوب و الأوطان . رغم ان أكبر عيب فينا – هو مسايرتنا لبعض الظالمين بقصد و نية انقاذ العلم و الحدود الجغرافية. ربما نجحنا كمجتمع في التحكم في نفوسنا و عدم الانبطاح، و لكن هذا لا يكفي لبناء متين و دائم .لأننا فشلنا في كل شيئ: التعليم و الرياضةو الاقتصاد...
كيف نطلب من المراهقين و الأطفال  أن يحبوا العلمو المطالعة  بينما عجزنا عن الحد من الفساد الذي نشره الأرذال و الدخلاء  وهم اليوم  يكرسونه  في مبدأ    " الشكارة- التشيبة–المعريفةالتى هي المحسوبية عندنا"و البزنسة بالوطن و بالدين و بحقوق الناس؟ 
هذا ما سنورث الأجيال اذا تفاقمت الأحوال، إن لم نكن قد فعلنا.






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Le bien fondé est bien venu.