وطن الصغير ...و الوطن الأكبر
الوطن الكبير يسع كل إنس و جن و يصبح أوطانا و معسكرات للحيوان و الجان و الانس اما الوطن الصغير فيصبح فيه نوعان من الأصناف :الأفعى و الفئران ...ليس لهذه المسألة صلة بقصص المقفع التي عرفها العرب على أنها للمقفع ...و عرفها الأغراب على لسان لافونتين ...شتان ففي الأصل المقفع و أصل الأصل بلد السند و الهند التي لا تنتهي أساطيرها الجميلة . ولنترك الأكاذيب تنمو لأن عمرها قصير مهما طال و لأصحابها القليلي الحياء.
شدَ انتباهي أحاديث مراني في صحيفة الشروق و التي أعتبرها ( أو بالأحرى القرد الإفريقي في نفسي) مسألة جديدة لجس النبض الجزائري فيما يخص حزب الإنقاذ أو الفيس المنحل . و لم أتعجب مما قاله و مما أعتبره الكثيرون من المعلقين حقائق لا يمكن الشك فيها لأن السيد مراني كان شاهدا حيا من الداخل أي في الحزب المنحل .
حسبما ما فهمت مما شاهدناه في ساحتنا العتيقة منذ التسعينات أن الفيس تم حله بعد التشريعيات من بداية ذات العشرية لأسباب أمنية.كونه كان حزبا دينيا اعتبره الكثيرون ( حقوقيون و صحافيو السلطة و أشخاص آخرون مغتربون تمركزوا على هذه الأرض ) أشبه و أقرب للحزب النازي الألماني لأنه- و فقط لأن برنامجه كان مبنيا على الشريعة و الذي انتخبه و أختاره الشعب بكل حرية – قبل خروج الدبابات .
كان الشباب الجزائري الذي ملأ الشوارع من باب الواد الى أول ماي يردد:"لا ميثاق لا دستور، قال الله قال الرسول" بعفوية جزائرية قل نظيرها و الذي سبق اخوانه في العالم العربي بعشرات السنين في حرية الاختيار و الجرأة و الشجاعة. اتفهم أن يخشي الأغراب في بلادنا ومن جيراننا من قوة هذا النفس الديني القوى خاصة أنه نفس شباب و غير متردد. و الكل يدري ما أعنيه: مراني و الصحافة العلمانية و رجال الأمن الذين انجروا في عمليات أملتها الفترة المليئة بالجراح على كل الأجنحة، بانزلاقات و انحرافات لا أبتلانا الله بها مجددا.
المهم أن التشريعيات التي اعتبرت وقتئذ غير صافية و أنها تميزت بقلة الشفافية و التزوير ...تم حلها مما أعتبره الشعب تراجعا خطيرا و انتهاكا لحقه في الاختيار . و تصاعدت الأمور الى درجة خروج الجيش و الدبابات بسبب انتشار العمليات الإرهابية . عند الامتحان الأول سقط اختيار الشعب ، فقد ارتد الجميع عن اختيارهم و انحازوا الى الجيش، نظرا لقوته أولا ثم بالنسبة للبعض نظرا للثقة و الولاء.المهم أن من رددوا بالأمس "يحيا الفيس" اصبحوا يرددون " يحيا الجيش" . نقطة كما قالها أحدهم " طفرناها لو لم يشجعنا جزء من الشعب لما استطعنا فرض ارادتنا ". الشعب انقسم من الخوف و الولاء . انتشرت الشكوك و امتد اخطبوط الفرنجة بفضل الوشاية و الانقلابات المتنكرة في تجديد الاستحقاقات المتكررة . ما يفسر سقوطنا في بئر الصندوق الدولي و البنك العالمي.
الكذب طويل عمره ...ملعون
من هنا و لد الكثيرون من جديد مثل مراني – و كثيرون آخرون ...الذي أصبح من تاجر حاصل على شهادات قليلة الى وزير . إنه إنقلاب رهيب في حياة الفرد. و ها هو اليوم يطلق النار على رجال ما باعوا ضميرهم يوما رغم أنهم تكبدوا خسائر كبيرة بين السجن و المنفى و مع ذلك لم يسلُموا . خسروا قضايا و بقوا على إيمانهم في أفكارهم. فكسبوا احترام الناس. الاحترام ليس كالذهب الأصفر، لا لون له و لكن مكسبه من السماء لا يطأ الأرض. لا، لن نسامح - رغم أننا لن ننتقم لأن انتقام الله أشد ...لمقتل الشباب الذي كان يغطي الشوارع من باب الواد الى جميع شوارع العاصمة : من مفقودين و معتقلين و ممن تم تعذيبهم و إلقاؤهم في المزابل.لن ننساهم ولن ننسى جرأتهم و نفسهم المسلم. ولا يقل احترامنا لمن حمى الوطن و أخطأ في انزلاقه بسبب ولائه للوطن على الأقل . و لكننى أشم رائحة الكذب و الكذابون سيكتبون كذلك للأبد...هناك من الأحزاب من لا يكذب و لكنه يرى نصف الحقيقة نراهم في الشاشات الجزائرية يتشدقون و يبكون عن - ضحايا الإرهاب - و يخطبون ودهم و كأن الباقي المعتقل و الذى عذًب و نكل به ليس شعبا و لا حقوق له و لا أحد يذكر مآسيه و لا مطلب عنه أو لديه في هذه الحالة المسائل تأخذ منحى شخصي و ليس إنساني. و الإرهابي يبقى ارهابيا و لو لم يأتي بجريمة.
فهل نستطيع أن نقول أننا خسرنا أجيالا من الشباب الطموح الحر لا يعود و كسبنا وطنا حرا على الأقل؟ لست أدرى. و هل سيؤرخ لهذا الكذب على أنه شهادة تاريخية ؟ ثم ما مصير شبابنا اليوم ممن ترك الدراسة و لا مستقبل له من بعد التكوين و التجارة - خاصة مع آفة المخدرات و ألإجرام و الإنفجار الأخلاقي ؟ لقد اعتبرنا بعبرةا لجريمة الأخيرة في الولايات المتحدة و تابعناها بكل اهتمام و لكننا لا نسمع عن الجرائم في شوارعنا و عن الخناجر و السيوف وعن الأحياء التي ليقربها غير سكانها.
اليوم أصبحنا بفضل سنوات من الحكم ...".المقراطي"الذي قضى على الإرهاب ـالإسلامي ـ بلدا له صورة مميزة ، فهذه ليست بالديمقراطية و لا بالإسلامية و لا بالعلمانية : كثرة البزنسة و كثرة الشركات الأجنبية أقرب ما نكون – أن لم نستفق – الى مجتمع كمبادور مفتخر . وقد تم فعلا التلاعب الحقيقي هذه المرة بالتشريعات و المسخرة في المحليات بحيث أنها تستحق فعلا الإلغاء. إن هؤلاء النواب الجدد بأغلبية اشترت الأصوات و الشهادات ( حسب إفادة صحيحة من أصحاب الشأن) سوف يصوتون على قوانين و لائحات برفع الأيادي و هم لا يفقهون شيئا . فهل ستلغى الشريعيات لأسباب و جيهة أم ستغمض الأعين عن الباطل لتكريسه و لحفظ ما تبقى من الوطن؟
إن جس النبض لأمر ذكي للغاية و هو بلا شك يؤتي ثماره ، و هنا في الشارع الجزائري الناس سئموا و هم مختلفون في عالمهم الحيوانى الداخلي - الا من رحم ربك فحباه بالإيمان و التقوى ...فتراه صامتا ينتظر عون الله و لا يسأل غيره . أما الباقي فتراهم يحاول أن يتلائم مع الوضع بحيث تحولوا جميعا الى بزنسية و مرتشين و طفيليين و يسعون للدنيا ، المناصب و الأموال و الأراضى و البناء.. و اليوم أيضا بفضل "المقراطية " اصبح للخادمة و للميكانيكي – إن استطاعا كسب ودً بعض الساسة و حاشيتهم المرتشية الحظ في أن يصبحوا نوابا بفضل الانتخابات .
----------------------------------------
الوطن العربي الكبير...أي عالم هذا؟
أما من جملة ما قرأت في العالم ...أن ألأردن التي لا تعيش بدون إعانات جيرانها استطاع الأمن فيها ان يمتص حركة السلفيين . و صار مثلا يقتدى به . وقد قال ملكها مرة أن همه الأوحد هو كيف يغطي حاجيات الأردنيين المادية: أى الملبس و المأكل. و هذا هدف بسيط ، و جيه و عقلاني.
و شاهدنا ايضا أن الإخوان في مصر انتصروا في لانتخابات و هم يواجهون اليوم معركة كبرى و هجوما شديدا من العلمانيين و المتصهينين المعادين للشريعة . بسبب خطأ ارتكبه الدكتور مرسي في التأسيس الجديد للدستور و هو يحاول جاهدا إصلاحه و لا أحد من العلمانيين يريد محاورته. ولكن من خسر الانتخابات الشرعية ، يريد انتزاع الشرعية ...بالمؤامرات، من خلال الفنانين و النقابيين و الاشتراكيين و القضاة . و المهم ان لا يخطأ الشعب المصري و يتراجع عن اختياره ألأول فتلك المصيبة. و أن لا يكابر القضاة و أن يقبلوا باختيار أوباش و سكان المقابر و الفلاحين ممن لم يكن لهم الحق في العيش الكريم منذ موت الرئيس عبد الناصر و الذين اختاروا الإخوان لثقتهم فيهم. لنترك ما يقوله العلمانيون أن المساجد أصبحت أماكن لدعاية الإخوان. و لنترك ولو مرة " الاتهامات الجزاف" بأن ألأمريكان وضعوا الإخوان في مصر. لأن الأمريكان في كل مكان، في أوروبا وفي أفغانستان و العراق و ليبيا و افريقيا . و قد استغنوا اليوم عن نفط الخليج و إيران. و لا شك أنهم سيواجهون جهادا و مقاومة في أماكن كثيرة من العالم و حتى من غير الإسلاميين . لأن الذي خلق الجهاد لن يتخاذل عن نصره.
لقد تركنا جميعا فلسطين و أطفال الحجارة لإسرائيل تعيث فيهما فسادا لأننا أصبحنا واقعيين أكثر و أصبحنا نهتم بشؤوننا المحلية الأقرب ، و لا أحد تحرك – منذ حروب حماس و حزب الله و الفصائل- خاصة أن فلسطين التاريخ أصبح لها كرسي في الأمم المتحدة. وكأن الحروب على اسرائيل كانت مسالة موضة قضى عليها الزمان. فالبلد الوحيد العربي المقاوم علنا أصبح اليوم مستهدفا بهجوم لا يستحي أصحابه- حقا لا حياء و لا حياة لهؤلاء. فهل يستفيق نيام الإسلام و العرب لنصرة الإسلام ولو- بكلمة- في مصر و يناصروا سوريا بالعلويين أوبدونهم لأنهم في الأخير مسلمين و أن و يكفوا عن مساندة المرتزقة المسلحين من الغرب و تركيا .
فإذا سقطت سوريا لمأ آلت اليه ليبيا فإن اسرائيل و الأمركان هم الأسياد و الملوك الحقيقين في المنطقة . كفانا حروبا وانقسامات طائفية و عروشية. لأننا سنجهز على ما تبقى في هذه الأمة من نفس. و سنصبح فئرانا طيعين للأفعى الكبرى.
الوطن الكبير يسع كل إنس و جن و يصبح أوطانا و معسكرات للحيوان و الجان و الانس اما الوطن الصغير فيصبح فيه نوعان من الأصناف :الأفعى و الفئران ...ليس لهذه المسألة صلة بقصص المقفع التي عرفها العرب على أنها للمقفع ...و عرفها الأغراب على لسان لافونتين ...شتان ففي الأصل المقفع و أصل الأصل بلد السند و الهند التي لا تنتهي أساطيرها الجميلة . ولنترك الأكاذيب تنمو لأن عمرها قصير مهما طال و لأصحابها القليلي الحياء.
شدَ انتباهي أحاديث مراني في صحيفة الشروق و التي أعتبرها ( أو بالأحرى القرد الإفريقي في نفسي) مسألة جديدة لجس النبض الجزائري فيما يخص حزب الإنقاذ أو الفيس المنحل . و لم أتعجب مما قاله و مما أعتبره الكثيرون من المعلقين حقائق لا يمكن الشك فيها لأن السيد مراني كان شاهدا حيا من الداخل أي في الحزب المنحل .
حسبما ما فهمت مما شاهدناه في ساحتنا العتيقة منذ التسعينات أن الفيس تم حله بعد التشريعيات من بداية ذات العشرية لأسباب أمنية.كونه كان حزبا دينيا اعتبره الكثيرون ( حقوقيون و صحافيو السلطة و أشخاص آخرون مغتربون تمركزوا على هذه الأرض ) أشبه و أقرب للحزب النازي الألماني لأنه- و فقط لأن برنامجه كان مبنيا على الشريعة و الذي انتخبه و أختاره الشعب بكل حرية – قبل خروج الدبابات .
كان الشباب الجزائري الذي ملأ الشوارع من باب الواد الى أول ماي يردد:"لا ميثاق لا دستور، قال الله قال الرسول" بعفوية جزائرية قل نظيرها و الذي سبق اخوانه في العالم العربي بعشرات السنين في حرية الاختيار و الجرأة و الشجاعة. اتفهم أن يخشي الأغراب في بلادنا ومن جيراننا من قوة هذا النفس الديني القوى خاصة أنه نفس شباب و غير متردد. و الكل يدري ما أعنيه: مراني و الصحافة العلمانية و رجال الأمن الذين انجروا في عمليات أملتها الفترة المليئة بالجراح على كل الأجنحة، بانزلاقات و انحرافات لا أبتلانا الله بها مجددا.
المهم أن التشريعيات التي اعتبرت وقتئذ غير صافية و أنها تميزت بقلة الشفافية و التزوير ...تم حلها مما أعتبره الشعب تراجعا خطيرا و انتهاكا لحقه في الاختيار . و تصاعدت الأمور الى درجة خروج الجيش و الدبابات بسبب انتشار العمليات الإرهابية . عند الامتحان الأول سقط اختيار الشعب ، فقد ارتد الجميع عن اختيارهم و انحازوا الى الجيش، نظرا لقوته أولا ثم بالنسبة للبعض نظرا للثقة و الولاء.المهم أن من رددوا بالأمس "يحيا الفيس" اصبحوا يرددون " يحيا الجيش" . نقطة كما قالها أحدهم " طفرناها لو لم يشجعنا جزء من الشعب لما استطعنا فرض ارادتنا ". الشعب انقسم من الخوف و الولاء . انتشرت الشكوك و امتد اخطبوط الفرنجة بفضل الوشاية و الانقلابات المتنكرة في تجديد الاستحقاقات المتكررة . ما يفسر سقوطنا في بئر الصندوق الدولي و البنك العالمي.
الكذب طويل عمره ...ملعون
من هنا و لد الكثيرون من جديد مثل مراني – و كثيرون آخرون ...الذي أصبح من تاجر حاصل على شهادات قليلة الى وزير . إنه إنقلاب رهيب في حياة الفرد. و ها هو اليوم يطلق النار على رجال ما باعوا ضميرهم يوما رغم أنهم تكبدوا خسائر كبيرة بين السجن و المنفى و مع ذلك لم يسلُموا . خسروا قضايا و بقوا على إيمانهم في أفكارهم. فكسبوا احترام الناس. الاحترام ليس كالذهب الأصفر، لا لون له و لكن مكسبه من السماء لا يطأ الأرض. لا، لن نسامح - رغم أننا لن ننتقم لأن انتقام الله أشد ...لمقتل الشباب الذي كان يغطي الشوارع من باب الواد الى جميع شوارع العاصمة : من مفقودين و معتقلين و ممن تم تعذيبهم و إلقاؤهم في المزابل.لن ننساهم ولن ننسى جرأتهم و نفسهم المسلم. ولا يقل احترامنا لمن حمى الوطن و أخطأ في انزلاقه بسبب ولائه للوطن على الأقل . و لكننى أشم رائحة الكذب و الكذابون سيكتبون كذلك للأبد...هناك من الأحزاب من لا يكذب و لكنه يرى نصف الحقيقة نراهم في الشاشات الجزائرية يتشدقون و يبكون عن - ضحايا الإرهاب - و يخطبون ودهم و كأن الباقي المعتقل و الذى عذًب و نكل به ليس شعبا و لا حقوق له و لا أحد يذكر مآسيه و لا مطلب عنه أو لديه في هذه الحالة المسائل تأخذ منحى شخصي و ليس إنساني. و الإرهابي يبقى ارهابيا و لو لم يأتي بجريمة.
فهل نستطيع أن نقول أننا خسرنا أجيالا من الشباب الطموح الحر لا يعود و كسبنا وطنا حرا على الأقل؟ لست أدرى. و هل سيؤرخ لهذا الكذب على أنه شهادة تاريخية ؟ ثم ما مصير شبابنا اليوم ممن ترك الدراسة و لا مستقبل له من بعد التكوين و التجارة - خاصة مع آفة المخدرات و ألإجرام و الإنفجار الأخلاقي ؟ لقد اعتبرنا بعبرةا لجريمة الأخيرة في الولايات المتحدة و تابعناها بكل اهتمام و لكننا لا نسمع عن الجرائم في شوارعنا و عن الخناجر و السيوف وعن الأحياء التي ليقربها غير سكانها.
اليوم أصبحنا بفضل سنوات من الحكم ...".المقراطي"الذي قضى على الإرهاب ـالإسلامي ـ بلدا له صورة مميزة ، فهذه ليست بالديمقراطية و لا بالإسلامية و لا بالعلمانية : كثرة البزنسة و كثرة الشركات الأجنبية أقرب ما نكون – أن لم نستفق – الى مجتمع كمبادور مفتخر . وقد تم فعلا التلاعب الحقيقي هذه المرة بالتشريعات و المسخرة في المحليات بحيث أنها تستحق فعلا الإلغاء. إن هؤلاء النواب الجدد بأغلبية اشترت الأصوات و الشهادات ( حسب إفادة صحيحة من أصحاب الشأن) سوف يصوتون على قوانين و لائحات برفع الأيادي و هم لا يفقهون شيئا . فهل ستلغى الشريعيات لأسباب و جيهة أم ستغمض الأعين عن الباطل لتكريسه و لحفظ ما تبقى من الوطن؟
إن جس النبض لأمر ذكي للغاية و هو بلا شك يؤتي ثماره ، و هنا في الشارع الجزائري الناس سئموا و هم مختلفون في عالمهم الحيوانى الداخلي - الا من رحم ربك فحباه بالإيمان و التقوى ...فتراه صامتا ينتظر عون الله و لا يسأل غيره . أما الباقي فتراهم يحاول أن يتلائم مع الوضع بحيث تحولوا جميعا الى بزنسية و مرتشين و طفيليين و يسعون للدنيا ، المناصب و الأموال و الأراضى و البناء.. و اليوم أيضا بفضل "المقراطية " اصبح للخادمة و للميكانيكي – إن استطاعا كسب ودً بعض الساسة و حاشيتهم المرتشية الحظ في أن يصبحوا نوابا بفضل الانتخابات .
----------------------------------------
الوطن العربي الكبير...أي عالم هذا؟
أما من جملة ما قرأت في العالم ...أن ألأردن التي لا تعيش بدون إعانات جيرانها استطاع الأمن فيها ان يمتص حركة السلفيين . و صار مثلا يقتدى به . وقد قال ملكها مرة أن همه الأوحد هو كيف يغطي حاجيات الأردنيين المادية: أى الملبس و المأكل. و هذا هدف بسيط ، و جيه و عقلاني.
و شاهدنا ايضا أن الإخوان في مصر انتصروا في لانتخابات و هم يواجهون اليوم معركة كبرى و هجوما شديدا من العلمانيين و المتصهينين المعادين للشريعة . بسبب خطأ ارتكبه الدكتور مرسي في التأسيس الجديد للدستور و هو يحاول جاهدا إصلاحه و لا أحد من العلمانيين يريد محاورته. ولكن من خسر الانتخابات الشرعية ، يريد انتزاع الشرعية ...بالمؤامرات، من خلال الفنانين و النقابيين و الاشتراكيين و القضاة . و المهم ان لا يخطأ الشعب المصري و يتراجع عن اختياره ألأول فتلك المصيبة. و أن لا يكابر القضاة و أن يقبلوا باختيار أوباش و سكان المقابر و الفلاحين ممن لم يكن لهم الحق في العيش الكريم منذ موت الرئيس عبد الناصر و الذين اختاروا الإخوان لثقتهم فيهم. لنترك ما يقوله العلمانيون أن المساجد أصبحت أماكن لدعاية الإخوان. و لنترك ولو مرة " الاتهامات الجزاف" بأن ألأمريكان وضعوا الإخوان في مصر. لأن الأمريكان في كل مكان، في أوروبا وفي أفغانستان و العراق و ليبيا و افريقيا . و قد استغنوا اليوم عن نفط الخليج و إيران. و لا شك أنهم سيواجهون جهادا و مقاومة في أماكن كثيرة من العالم و حتى من غير الإسلاميين . لأن الذي خلق الجهاد لن يتخاذل عن نصره.
لقد تركنا جميعا فلسطين و أطفال الحجارة لإسرائيل تعيث فيهما فسادا لأننا أصبحنا واقعيين أكثر و أصبحنا نهتم بشؤوننا المحلية الأقرب ، و لا أحد تحرك – منذ حروب حماس و حزب الله و الفصائل- خاصة أن فلسطين التاريخ أصبح لها كرسي في الأمم المتحدة. وكأن الحروب على اسرائيل كانت مسالة موضة قضى عليها الزمان. فالبلد الوحيد العربي المقاوم علنا أصبح اليوم مستهدفا بهجوم لا يستحي أصحابه- حقا لا حياء و لا حياة لهؤلاء. فهل يستفيق نيام الإسلام و العرب لنصرة الإسلام ولو- بكلمة- في مصر و يناصروا سوريا بالعلويين أوبدونهم لأنهم في الأخير مسلمين و أن و يكفوا عن مساندة المرتزقة المسلحين من الغرب و تركيا .
فإذا سقطت سوريا لمأ آلت اليه ليبيا فإن اسرائيل و الأمركان هم الأسياد و الملوك الحقيقين في المنطقة . كفانا حروبا وانقسامات طائفية و عروشية. لأننا سنجهز على ما تبقى في هذه الأمة من نفس. و سنصبح فئرانا طيعين للأفعى الكبرى.